الاثنين، 19 يناير 2009

الفصل الخامس

اجلس فى تريانون وحيدا امامى فنجانى الثالث من القهوة " ده انا المفروض اجيب قصريه بدل مادخل الحمام كل شويه على القهوة اللى انا عمال اشرب فيها دى " ... اعاود النظر الى هاتفى المحمول مستكشفا الوقت " اتاخرت جودى .. بس عادى لازم تعمل كده و تسيبنى قاعد ملطوع زى ما انا اتاخرت عليها " ... اتذكر ايامى معها .. كنا فى نفس المدرسه .. مدرسه للغات قبل ان تصبح مدارس اللغات موضه قديمه و تحل محلها مدارس الدبلوما الامريكيه و شهاده IGC البريطانيه .. كانت مصريه ابا امريكيه اما .. بعد وفاه والدتها اتى بها ابيها الى مصر لتكمل تعليمها " اصله كان خايف عليا اطلع منحرفه زى البنات الامريكان ... بس هو سابنى عند جدتى و رجع هو للمنحرفيين فى امريكا ... و ادينى طلعت برضه منحرفه مانابنى الا خناقتى مع آنا " كنت دائما اضحك كلما سمعت منها كلمه آنا التى تشير بها الى جدتها .... كانت لا تستطيع الكلام باللغه العربيه فى بدايه الامر و لكنها تدريجيا بدأت فى تعلمها ... اضحك و انا اتذكر كيف كان نطقها للكلمات فى حصه اللغه العربيه ... " بتضحك على ايه كده و فاشخ بؤك أوى " ياتينى صوتها من امامى و انظر لها قائلا " كنت بافتكرت و انتى بتهتى فى الكلام ايام ماكنتى لسه جايه " ... " ما انت فايق عليا بروح امك ... " و تتبع هذا بحركه اشتهر بها الاسكندريون فاضحك " اوعى بس تاخديها على صدرك لحسن تتعبى " ... تتبع جملتى بمزيد من الشتائم التى تحاول بها تاكيد امتلاكها لناصيه اللغه فيزيد ضحكى لانى انا نفسى افعل هذا عندما اكون مع بعض الناس محاولا نفى فكره انى " فافى و بتاع مامى و دادى " التى ياخذوها عندما يتعاملون معى فى بعض المواقف .... " كفايه قباحه .. ايه اللى اخرك ... انا مش قايلك انى هاستناكى بعد ساعه تيجى انتى بعد ساعتين .... " تجيبنى " اصل الطريق كان زحمه " ... " انتى هاتستعبطى زحمه ايه من المهندسين لجامعه الدول دى اللى تخليكى تاخدى ساعتين " ... ترد قائله " ما انا استنيتك الصبح ... اشمعنى انتى ما تترزعش شويه و تستنانى .. ايه وراك الديوان " ..... " و الله يا بنتى الواد سمير كان جايب حشيش ماتعرفيش مهروش عليه كيميا ولا ايه ... احنا شربنا من هنا و اتقلبنا من هنا .. ماحستيش غير لما اتزنقت و كنت عايز ادخل الحمام " ... تسالنى " و يا ترى كان مين فى قعده الانس بتاعت امبارح ؟ " اجيبها " ناس كتير ماعرفهاش .. بس لما صحيت ماكانش فى غير سمير و ليلى و جاسمين .. و التلاته كانوا مفخدين موت خصوصا جاسمين اللى كانت نايمه نص جسمها على الكرسى و النص التانى على الارض " ..... ترد على و تظهر بعض الغيرة فى صوتها " و يا ترى انتو بأه كنتوا نايمين جنب بعض ولا على بعض ولا نايمين ازاى " ... انظر لها مبتسما " لا والله انا كنت نايم على كرسى لوحدى و هما الناحيه التانيه " ... " ماشى يا هانى .. و عموما انت حر .. تنام لوحدك .. تنام معاها .. ان شاالله تنام مع سمير .. انا بس كنت عايزة اعرف ايه اللى اخرك " .... اقول لها ضاحكا " انام لوحدى ماشى .. معاها جايز مع انها مش تييبى .. انما مع سمير ما ينفعش ... اصلى ماليش فى الخشن " ... كانت دائما علاقتى بجودى علاقه معقده من النوع الذى يطلق عليه الاجانب on / off و لكننا كنا دائما اصدقاء الا باستثناء بعض الاوقات القليله عندما يصاب احدنا بالجنون و يرتبط بشخص آخر يرفض هذه العلاقه بينى و بينها و لكننا لا نلبث ان نعود الى بعضنا البعض ... كانت نشاتنا متماثله من اوجه كثيرة .. والدتها متوفيه و والدها بالخارج الا فى اوقات الاجازات و " العطلات الرسميه " كما كان يحلو لها السخريه منه دائما .. و انا والدى متوفى و والدتى دائما مشغوله بالاجتماعيات التى تواظب عليها بصفتها سيده مجتمع ... هى تعيش مع جدتها و لكن نتيجه لكبر سن جدتها كانت فعليا تعيش وحدها و تفعل مابدا لها مثلى تماما ... شخصياتنا متقاربه فى كثير من الاشياء ..... " انا شوفتك من كام يوم ماشى مع الواد اللى كان معانا فى الجامعه ده ... اسمه مش فاكراه .... الواد الابيضانى بتاع المنصورة ده اللى كان غاوى يقول شعر .. كنتوا ماشيين على رجليكوا و ندهت عليك بس انت ماسمعتنيش و لقيتكوا بتركبوا تاكسى بعد كده .. الا عربيتك كانت فين ؟ " تقطع استرسالى فى افكارى بهذا السؤال المفاجئ ... كنت دائما ارغب فى تركها بعيدا عن علاقتى بقاسم و لكن يبدو انه لا شئ يظل سرا الى الابد .. انظر لها محاولا ان احبك الكذبه التى انا على وشك ان اقولها ردا على سؤالها الشائك " اه .. قصدك قاسم ... ده انا كنت معاه و عربيته اتعطلت فاخدنا تاكسى " ... " بس يا بنى انت مش قلتلى انه قاسم ساب شغله فى البنك و استشيخ ... ايه اللى لمك عليه تانى و انت ما شاء الله كنت لسه بتحشش و بايت مع جاسمين امبارح " ... احس بمزيد من التورط لاضطرارى لمزيد من الكذب " ده اتصل بيا و كان عايز منى خدمه صغيره فقلت اقابله بالمرة " ... " غريبه ... ماكنتش اتوقع ان قاسم ممكن يتقلب للشيخ قاسم .. خصوصا بعد ماتخرج بامتياز و اشتغل فى بنك اسثمارى محدش يحلم انه يعدى ادامه اصلا " .... اقول لها ضاحكا " ما انتى كمان اتخرجتى بامتياز .. عملتى بيها ايه يعنى ... طول الليل لف و صياعه و تشوفى الاسهم بتاعتك على النت و طول النهار نايمه " ... تنظر ليا فى غيظ " ماهو حسدك ده اللى فقرنى و الاسهم بتاعتى بأت ماتساويش قرش دلوقتى ... و بعدين هو اتخرج بامتياز عشان هو كان Book Worm انما انا اتخرجت بامتياز عشان انا كنت Book Worm Bitch و بكده فى فرق بينا " ... اضحك و انا اقول لها " الفرق يا فى الشعر يا فى ..... ، و بما انى ماكنتش زى قاسم و مانفعش اكون زيك فخرجت بجيد فى الاخر " ... تقول لى بتحفز " يعنى مانفعش تكون زيى دى .. احنا هنقل ادبنا ولا ايه " .. اجيبها " يا ستى ولا قله ادب ولا حاجه الفكره انى فشلت ... و عشان ماتزعليش .. انا كان نفسى اكون زيك بس ما عرفتش ... مبسوطه كده " .. " ايوة كده اتعدل فى كلامك ... مش تقولى زيك و ماعرفش ايه " ... تعاود اسئلتها " بمناسبه الشغل ... انا كنت مع صفاء من كام يوم و عرفت انك بتغيب كتير و مش مهتم بشغلك ... ايه ... لحقت تزهق منه ولا ايه " ... المزيد من الكذب " مش كده .. بس الفكرة انى كنت فعلا زهقان ليا مده .. بس خلاص دلوقتى .. " .. " طيب ماتيجى نطلع شرم يومين نغير جو و نفوق و نرجع تانى " ... اخيرا انتهت من اسئلتها " ماشى ... بس اظبط دنيتى الاول و بعدين نطلع " و قبل ان تسال المزيد من الاسئله " ما تيجى نقوم ناكل لحسن انا جعان كلب " ... هى باستغراب " كلب ؟؟ " .. اضحك قائلا " هى لسه ماوصلتش عندك فى القاموس ... كلب دى البديل الجديد لكلمه طحن " .. تجاوبنى " ماشى يا عم العلامه .. بس انت اللى هتدفع عشان تبطل تشرب حشيش و تجوع بعده " ... " ماشى يا مزة " ... و ننطلق فى طريقنا ....... يتبع

الفصل الرابع

معدتى تؤلمنى " ماهو انت هتعمل كده بمزاجك او غصب عنك يا امااا هانغتصبك .. و مش اغتصاب مادى و كده عشان الحاجات بتاعت العيال انما احنا اكبر من كده .. احنا ممكن نوصلك لمرحله تتمنى اننا اغتصبناك فعليا مش زى ما احنا ناويين نعمل فيك ... " استيقظ هذه المرة على الآم فى مثانتى التى احس انها توشك على الانفجار و بدون الاستماع الى صوت منبه هاتفى المزعج .... افتح عينى فاجدنى ممدا على كرسى و اجول بنظرى فيما حولى فاجد سمير ملقى على الارض و بجواره صديقته ليلى و على كرسى اخر اجد جاسمين صديقتهم الثالثه نائمه و قد انحسر عن جسدها التشيرت لتكون فى وضع اقرب الى اوضاع رسامى عصر النهضه التى رايتها كثيرا فى ايطاليا و لكننى لست رائق البال الى هذا الحد لاواصل استكشاف ما حولى ... اجرى الى الحمام لافرغ مثانتى مما يملاها ... اعود و انظر الى هاتفى المحمول فى محاوله لاكتشاف الوقت ... 17 مكالمه لم ارد عليها و 4 رسائل ... الساعه الثانيه ظهرا ... المكالمات من شركتى و من جودى ... الرسائل من جودى ايضا و تحتوى على سباب صريح بخصوص نسيان الموعد المحدد لمقابلتنا .... انظر الى سمير فى غيظ و اصيح به " انت يا زفت .... " لا يبدو عليه كانه سمعنى اعاود الصياح كذلك المجذوب الذى رايته يوما فى ميدان الحسين " انت يا خرى .... قوم ... ايه الهباب اللى انت شربتهولنا امبارح ده " .. يبدا فى التحرك .. يفتح عينا واحده و ينظر الى قائلا " ايه اللى مقومك بدرى على الصبح كده ؟ " ... ارد عليه " بدرى ايه يا حيوان الساعه 2 " ... يقول لى ضاحكا " ماهو ده بدرى يا عم النشيط ... و بعدين زعلان من ايه .. و الهباب اللى انت شربتهولنا ... مش اتكيفت و ظبطت الاداء ... عايز ايه تانى .... سيبنى اكمل كيفى انا بأه " و يستدير محتضنا ليلى التى تهمهم باشياء لم استطع تفسيرها و لكنها تستسلم له .. و انا فى قمه الغيظ " انت لسه هاتتكيف تانى .. ليه ؟؟ .. حلوف " .. اسمع صوته خافتا و هو مازال مديرا ظهره " مش الكيف ده ... الكيف ده " و يتبع ذلك بضربه على كفل ليلى التى تصرخ فى دلال و لكنها تواصل النوم ...... اساله " ماعندكش قهوة عشان افوق بيها يا حمار انت " ... صمت تام و لا ياتينى صوته باجابه فاذهب الى المطبخ لابحث بنفسى و اعد فنجان قهوة لاستعيد توازنى حتى الحق موعد جودى الذى خلفته ... اعرف انها ستسبنى و لكنها سوف تاتى لاراها فى النهايه .. تفعل هذا كل مرة ... السباب .. الشجار .. ثم تاتى ... اقف امام كنكه القهوة فى انتظار فورانها اتذكر احداثا ضبابيه عن ليله البارحه ... احاول تجميع افكارى و لكنها لا تلبث ان تهرب من شبكه افكارى فى بحر ذاكرتى المظلم و احاول اصطيادها من جديد و لكنى افشل من جديد
اتمدد على الكرسى بجانبى فنجان القهوة و ارشف منه رشفات قليله و ابدا فى تذكر احداث الليله الفائته .... بعد ان تركت قاسم اتجهت الى منزل سمير فى الدقى و كنتيجه لوجود قاسم معى لم استطع استخدام سيارتى و عانيت حتى وجدت تاكسى يقبل ان ياخذنى من شبرا حيث بيت الشيخ عبد الهادى الى الدقى .... دخلت الى البيت لاجد سمير و ليلى و اخرون لا اعرفهم و قد بداوا الليله بالفعل ... و بمجرد دخولى اجد سمير يمد يمد يده لى بسيجاره قائلا " صبح صبح يا عم الحاج " ارتشف نفسا سريعا ثم احاول ان اجد مكانا لجلوسى فقط لاجد ماجد يفسح مكانا لى على الاريكه التى كان يجلس عليها ... و ماجد هذا شخصيه غريبه ... رجل ستينى ممتلئ الى حد ما و لكن تدل قسماته على ملاحه قديمه ... كان لا يشرب الا شمبانيا و يرفض مشاركتنا الحشيش " هو الحشيش اللى انتو بتشربوه ده حشيش ... ايييييه ... الله يرحمك يا سادات ، شفنا عز فى ايامه ماشفناهوش تانى " فاشاغبه قليلا " بس انت اتحبست فى ايامه .. عز ايه بأه اللى انت بتحكى عليه " و اتبع كلامى بضحكه يتجاوب معها الجالسون تحت تاثير الانبساط من الحشيش ... ينظر الى قائلا " صحيح اتحبست فى ايامه .. بس برضه اتحبست فى ايام عبد الناصر ... و انا لسه متراقب فى الايام دى .. بس برضه كانت ايام كلها انبساط و فرفشه ، يا بنى احنا كان بيجيلنا الحشيش من لبنان و المغرب طازة ... حشيش اصلى راضع من بز امه .. مش نجيله زى اللى انتو بتشربوها دلوقتى " و تاخذه نوبه ضحك حتى يحمر وجهه و ينظر الينا " كان ايام السادات طلعت موضه ان الناس كانت بتعصر البرسيم و بتشربه ... و الدكاترة يطلعوا و يتغنوا فى فوائد البرسيم قبل ما نعرف انه مليان فاشيولا و فلاريا و بيدمر الكبد اكتر ماهو مدمر " ... تساله ليلى بدلال كعادتها " عشان كده بطلتوا تشربوا عصير برسيم ؟ " فيجيبها قائلا " لا طبعا ... احنا بطلنا بعد ما الحمير عملت مظاهرة عشان احنا بنشاركهم فى قوتهم و اكلهم " و تتعالى الضحكات ... الحق انه شخصيه فى قمه الظرف و يتناسب بحكاياته مع جلسات الحشيش التى كنا نقيمها بصفه دائمه ... كان يساريا و كان يفتخر بذلك " يا بنى احنا لولا المؤامرات كنا مسكنا الدنيا كلها " ... سمير يغيظه من جديد " يا عم اذا كان الاتحاد السوفيتى نفسه اتفكك ... يبقى دنيا ايه اللى كنتوا هتمسكوها .. انتى احسن تجى تمسكلى ....... " و تتعالى الضحكات على تعليق سمير و لكن ماجد يجيبه بمنتهى الحنق " لخطأ فى التطبيق مش فى النظريه يا جاهل .... " يجيبه سمير باسلوبه الشقى " يعنى برضه مش هتيجى تمسكلى ....... " و هنا يضحك ماجد و يقول له " اصل انت مش راجل .. هاقولك ايه و امسكلك ايه .. مش لما يبقى عندك الاول يا بنى ابقى اجى امسكلك " و هنا ينظر سمير الى ليلى المستلقيه على ظهرها من كثره الضحك و من تاثير عدم الاتزان المصاحب للحشيش قائلا " الا انتى رأيك ايه فى الموضوع ده يا لى لى .. شايفك بتضحكى يعنى من غير ما تردى ولا تعلقى " .. و هنا تقول ليلى من وسط ضحكاتها و هى مازالت نائمه ملقيه بصرها الى السقف موجهه كلامها لمن ينتظره " من ناحيه هو عنده فهو عنده ... و 64 حصان كمان " و هنا تتعالى ضحكات الجميع و ينظر سمير بنظره فخور على نحو ما و بطريقه صبيانيه الى ماجد " شفت بأه يا عم ماجد " ... و يجيبه ماجد بشقاوة مماثله لشقاوة سمير قائلا " انا ماشفتش حاجه .. انا بس باسمع " و تعود الضحكات لترن فى فراغ البيت ... انتهيت من شرب القهوة و احاول معاوده الاتصال بجودى للمرة الخامسه بعد رفضها الرد على ... تجيبنى اخيرا " عايز ايه ؟ " .. فاقول ضاحكا " والله الواد سمير هو السبب .. جابلنا حشيش مرشوش عليه بنج تقريبا " ... تقول " و مدام مش اد الشرب بتعمل دكر و تشرب ليه ؟ " .. فاواصل ضحكاتى " عشان اتعلم ازاى اكون دكر " ... تسالنى " يعنى عايز ايه دلوقتى فى يومك اللى مش فايت ده " ... اجيبها " عايز اشوفك عشان وحشتينى .. " ترد على " و حياه مامتك .. بتهزر معايا ... يا بنى انا مابصحاش بدرى و صحيت عشان اشوفك و انت ماعبرتنيش اصلا و لا حتى رديت عليا " .. اقول لها " انتى تلاقيكى لسه مانمتيش اصلا ... و بعدين بطلى غتاته ... انا ساعه و اقابلك فى تريانون .. يالا سلام " و انهى المكالمه قبل ان اترك لها فرصه الاعتراض او الرفض .. و اتاهب للذهاب لمنزلى حتى اغير ملابسى و الحق بها " ماينفعش اتاخر عليها مرتين فى يوم واحد دى كده ممكن تضربنى مش تشتم و بس " .. و افتح الباب و انسل الى الخارج ...... يتبع

الأحد، 11 يناير 2009

الفصل الثالث

اتململ فى مكانى و ياتينى صوته الهادر القوى و لكن فى غير صخب " و يجب عليكم يا شباب اليوم ان تبادروا الى عمل الصواب قبل ان يمضى بكم الزمن فتتمنون لو انكم تفعلوه و لكن لا تواتيكم القوة المناسبه لفعل ذلك ..... " و اسرح فى افكارى ( مش برضه عم الشيخ هو اللى قالنا انه الرسول ابتدا الدعوة و الجهاد و هو فى الاربعينات من عمره ولا انا ناسى ؟ يعنى المساله مش مرتبطه بعمر و لا بقوه اد ما هيا مرتبطه بعزيمه ) .. " و من واجب المؤمن تصحيح الخطأ دائما و هذا فرض عين عليه مش فرض كفايه ..... " .. ( الراجل ده زى مايكون بيحرضنا على الثورة ولا ايه ) .. " و لسوء الحظ ان اعداء الامه كثر و كلمتهم عاليه و يتسلحون بالنفوذ المحمى بالفساد .. و لذلك اصبح علينا ان نقاومهم بالفعل لان المقاومه بالكلام و محاوله تقويمهم لم تجدى نفعا .. " ( هو احنا مش هنمشى ولا ايه .. انا حاسس انى اتاخرت على الواد سمير بعدين يبيعنى و يخلع هو ) ... " و لكن يا شيخنا مش المفروض انه اصلاح المنكر باليد من سلطه اولى الامر فقط ؟ " و هنا التفت اليه .. وليد شاب تبدو عليه علامات الادب الجم دائما ( ابن ناس أوى ) كما اقول لنفسى كلما رأيته ... ينظر اليه الشيخ عبد الهادى " طبعا يا شيخ وليد .. و بما اننا نحن اولى الامر الذين نحاول اصلاح ما افسده المفسدون فنحن نحاول اصلاح المنكر و اقرار الحق ... " يعود وليد لمقاطعته " بس مش المفروض اننا نحاول محاورتهم و الدعوة سلما اولا زى ما ربنا امرنا فى قرآنه الكريم و فى سنه نبينا مواقف كتير تدل على ذلك ؟ " .. " ماهو احنا حاولنا معهم مرة و اثنتان و ثلاث و عشر و لم نجد فائده ترجى .... " وليد مصر على المقاطعه " بس المفروض اننا نضرب للناس المثل الحسن و نكون القدوة الجيده زى ما دايما بتقولنا يا شيخنا .. يعنى لازم نفتكر انه سيدنا نوح ظل يدعو قومه للايمان 950 سنه مش مرة و لا اتنين و لا عشره .. " .. الشيخ عبد الهادى بدأ يفقد هدوئه و لكنه يحاول السيطرة على نفسه كما يبدو من تعبيرات وجهه و لكن بعض هذا الغضب استطيع تمييزه فى صوته " يا شيخ وليد سيدنا نوح كان نبى و هو ضرب لنا القدوه الحسنه و احنا حاولنا اتباعها و لكن من اين لنا بالعمر المديد زى سيدنا نوح ... بالاضافه الى انه فى بعض الاحيان يكون مشرط الجراح مهما لانقاذ حياه المريض عندما لا تجدى المسكنات و لا يرتجى منها فائده ... " وليد فى مقاطعه جديده " بس يا شيخنا ...... " .. " ماتصبر شويه يا شيخ وليد و خللى شيخنا يكمل كلامه للاخر .. حتى من باب الاحترام " قالها سعيد بصوت عالى غاضب .. و سعيد هو احد اثنين ملازمين دائما للشيخ عبد الهادى و الثانى هو سامى .. كنت كلما رأيتهما يمشيان حوله اقول فى سرى " قوات ال SS الخاصه بعم الشيخ " ... يبدو الارتباك على ملامح وليد و يبدو واضحا جليا اكثر فى صوته و جمله المتقطعه " انا ماكنش قصدى .... انا ماقصدتش عدم الاحترام لشيخنا ابدا .. كل الموضوع انى كنت باحاول افهم و استزيد من علم شيخنا ... مش قصدى الجدال كل العمليه انى كنت باحاول اعمال عقلى لانه ده الشئ اللى ربنا ميزنا بيه على سائر المخلوقات .." ينظر الشيخ عبد الهادى الى وليد بنظرة يحاول ان يجعلها حنون و هو يشير بيده الى سعيد ان يسكت " بص يا شيخ وليد انا سعيد بانك تحاول اعمال عقلك لكن واجب عليك الانتباه لان اعمال العقل ممكن يؤدى للشك و الشك يؤدى الى الضلال و العياذ بالله ... و بعدين يا شيخ وليد انت معنا هنا باختيارك و باعترافك انك تحاول الاستزاده من علمى معناه الضمنى انى اكثر علما و معرفه منك بما يعنى انى لن اقودك الى الخطأ .. اللى انا باقوله الان ده النتيجه اللى وصل ليها شيوخى الاكثر علما منى و فوق كل ذى علم عليم ... و لا انا و لا اى شخص مسلم و اسلامه على حق على استعداد انه يحمل فوق كتفه وزر انه يقول قول باطل او ينصح بباطل او يدعو الى باطل .. لذا كن مطمئن يا شيخ وليد " .. وليد فى قمه ارتباكه " بس يا شيخنا انا كان قصدى ..... " يقاطعه الشيخ عبد الهادى هذه المره " خلاص يا شيخ وليد انا مش زعلان منك و كلنا فى الاول و الاخر اخوه فى الله و على حبه و طاعته اجتمعنا " وليد يحاول الكلام " بس يا انا مش قصدى ... " يقاطعه الشيخ عبد الهادى فى لهجه حازمه هذه المرة " خلاص يا شيخ وليد نقاشنا و جدالنا انتهى و زى ماقلتلك انا مسامحك .. انت ابن من ابنائى فى النهايه " .... يلتفت لنا الشيخ قائلا " الدرس انتهى لهذا اليوم و معادنا يوم الجمعه بعد صلاه العشاء ان شاء الله " ... ثم يتابع موجها قوله لاسامه العطار ( سليل عائله العطار الشهيره بمحلات العطاره و التركيبات العشبيه ) " لا تنصرف يا شيخ اسامه لانى اريدك قليلا " .. يرد عليه اسامه فى لهجه العالم ببواطن الامور " اكيد يا شيخنا " ... اجد لزاما على ان اعترف انى لم احب اسامه منذ اول مرة رايته فيها .. شئ فى مظهره يوحى دائما لى انه يظهر عكس ما يبطن و لا اعرف مصدر هذا الاحساس ... استعد للقيام و الانصراف ... احس بيد تمسكنى و انظر لصاحبها .. انه قاسم .. صديقى القديم من ايام الكليه و سبب تعرفى على الشيخ عبد الهادى فى الاساس " تعالى نمشى سوا " .. انظر له دون تعليق و اهز راسى بالموافقه .. ( هو يوم باين من اوله و الواد سمير هيظبط نفسه النهارده و انا هاسف التراب ) .. و ننطلق سويا الى الخارج تاركين الشيخ عبد الهادى و اسامه و قوات ال SS فى الداخل وحدهم ........... يتبع