الأحد، 11 يناير 2009

الفصل الثالث

اتململ فى مكانى و ياتينى صوته الهادر القوى و لكن فى غير صخب " و يجب عليكم يا شباب اليوم ان تبادروا الى عمل الصواب قبل ان يمضى بكم الزمن فتتمنون لو انكم تفعلوه و لكن لا تواتيكم القوة المناسبه لفعل ذلك ..... " و اسرح فى افكارى ( مش برضه عم الشيخ هو اللى قالنا انه الرسول ابتدا الدعوة و الجهاد و هو فى الاربعينات من عمره ولا انا ناسى ؟ يعنى المساله مش مرتبطه بعمر و لا بقوه اد ما هيا مرتبطه بعزيمه ) .. " و من واجب المؤمن تصحيح الخطأ دائما و هذا فرض عين عليه مش فرض كفايه ..... " .. ( الراجل ده زى مايكون بيحرضنا على الثورة ولا ايه ) .. " و لسوء الحظ ان اعداء الامه كثر و كلمتهم عاليه و يتسلحون بالنفوذ المحمى بالفساد .. و لذلك اصبح علينا ان نقاومهم بالفعل لان المقاومه بالكلام و محاوله تقويمهم لم تجدى نفعا .. " ( هو احنا مش هنمشى ولا ايه .. انا حاسس انى اتاخرت على الواد سمير بعدين يبيعنى و يخلع هو ) ... " و لكن يا شيخنا مش المفروض انه اصلاح المنكر باليد من سلطه اولى الامر فقط ؟ " و هنا التفت اليه .. وليد شاب تبدو عليه علامات الادب الجم دائما ( ابن ناس أوى ) كما اقول لنفسى كلما رأيته ... ينظر اليه الشيخ عبد الهادى " طبعا يا شيخ وليد .. و بما اننا نحن اولى الامر الذين نحاول اصلاح ما افسده المفسدون فنحن نحاول اصلاح المنكر و اقرار الحق ... " يعود وليد لمقاطعته " بس مش المفروض اننا نحاول محاورتهم و الدعوة سلما اولا زى ما ربنا امرنا فى قرآنه الكريم و فى سنه نبينا مواقف كتير تدل على ذلك ؟ " .. " ماهو احنا حاولنا معهم مرة و اثنتان و ثلاث و عشر و لم نجد فائده ترجى .... " وليد مصر على المقاطعه " بس المفروض اننا نضرب للناس المثل الحسن و نكون القدوة الجيده زى ما دايما بتقولنا يا شيخنا .. يعنى لازم نفتكر انه سيدنا نوح ظل يدعو قومه للايمان 950 سنه مش مرة و لا اتنين و لا عشره .. " .. الشيخ عبد الهادى بدأ يفقد هدوئه و لكنه يحاول السيطرة على نفسه كما يبدو من تعبيرات وجهه و لكن بعض هذا الغضب استطيع تمييزه فى صوته " يا شيخ وليد سيدنا نوح كان نبى و هو ضرب لنا القدوه الحسنه و احنا حاولنا اتباعها و لكن من اين لنا بالعمر المديد زى سيدنا نوح ... بالاضافه الى انه فى بعض الاحيان يكون مشرط الجراح مهما لانقاذ حياه المريض عندما لا تجدى المسكنات و لا يرتجى منها فائده ... " وليد فى مقاطعه جديده " بس يا شيخنا ...... " .. " ماتصبر شويه يا شيخ وليد و خللى شيخنا يكمل كلامه للاخر .. حتى من باب الاحترام " قالها سعيد بصوت عالى غاضب .. و سعيد هو احد اثنين ملازمين دائما للشيخ عبد الهادى و الثانى هو سامى .. كنت كلما رأيتهما يمشيان حوله اقول فى سرى " قوات ال SS الخاصه بعم الشيخ " ... يبدو الارتباك على ملامح وليد و يبدو واضحا جليا اكثر فى صوته و جمله المتقطعه " انا ماكنش قصدى .... انا ماقصدتش عدم الاحترام لشيخنا ابدا .. كل الموضوع انى كنت باحاول افهم و استزيد من علم شيخنا ... مش قصدى الجدال كل العمليه انى كنت باحاول اعمال عقلى لانه ده الشئ اللى ربنا ميزنا بيه على سائر المخلوقات .." ينظر الشيخ عبد الهادى الى وليد بنظرة يحاول ان يجعلها حنون و هو يشير بيده الى سعيد ان يسكت " بص يا شيخ وليد انا سعيد بانك تحاول اعمال عقلك لكن واجب عليك الانتباه لان اعمال العقل ممكن يؤدى للشك و الشك يؤدى الى الضلال و العياذ بالله ... و بعدين يا شيخ وليد انت معنا هنا باختيارك و باعترافك انك تحاول الاستزاده من علمى معناه الضمنى انى اكثر علما و معرفه منك بما يعنى انى لن اقودك الى الخطأ .. اللى انا باقوله الان ده النتيجه اللى وصل ليها شيوخى الاكثر علما منى و فوق كل ذى علم عليم ... و لا انا و لا اى شخص مسلم و اسلامه على حق على استعداد انه يحمل فوق كتفه وزر انه يقول قول باطل او ينصح بباطل او يدعو الى باطل .. لذا كن مطمئن يا شيخ وليد " .. وليد فى قمه ارتباكه " بس يا شيخنا انا كان قصدى ..... " يقاطعه الشيخ عبد الهادى هذه المره " خلاص يا شيخ وليد انا مش زعلان منك و كلنا فى الاول و الاخر اخوه فى الله و على حبه و طاعته اجتمعنا " وليد يحاول الكلام " بس يا انا مش قصدى ... " يقاطعه الشيخ عبد الهادى فى لهجه حازمه هذه المرة " خلاص يا شيخ وليد نقاشنا و جدالنا انتهى و زى ماقلتلك انا مسامحك .. انت ابن من ابنائى فى النهايه " .... يلتفت لنا الشيخ قائلا " الدرس انتهى لهذا اليوم و معادنا يوم الجمعه بعد صلاه العشاء ان شاء الله " ... ثم يتابع موجها قوله لاسامه العطار ( سليل عائله العطار الشهيره بمحلات العطاره و التركيبات العشبيه ) " لا تنصرف يا شيخ اسامه لانى اريدك قليلا " .. يرد عليه اسامه فى لهجه العالم ببواطن الامور " اكيد يا شيخنا " ... اجد لزاما على ان اعترف انى لم احب اسامه منذ اول مرة رايته فيها .. شئ فى مظهره يوحى دائما لى انه يظهر عكس ما يبطن و لا اعرف مصدر هذا الاحساس ... استعد للقيام و الانصراف ... احس بيد تمسكنى و انظر لصاحبها .. انه قاسم .. صديقى القديم من ايام الكليه و سبب تعرفى على الشيخ عبد الهادى فى الاساس " تعالى نمشى سوا " .. انظر له دون تعليق و اهز راسى بالموافقه .. ( هو يوم باين من اوله و الواد سمير هيظبط نفسه النهارده و انا هاسف التراب ) .. و ننطلق سويا الى الخارج تاركين الشيخ عبد الهادى و اسامه و قوات ال SS فى الداخل وحدهم ........... يتبع

هناك 16 تعليقًا:

ستيتة يقول...

قلت ما اعلقش لحد نهاية القصة بس مقدرتش لازم اهني على جمال الأسلوب وانسيابية الصورة كأني قاعده في نفس الجلسة
بس ياريت تهتم اكتر بتأثير الكلام والتصرفات في نفسية البطل لأن ده اللي بيعبر عن عمرو فكرا واحساسا
تحياتي لابن اخويا

Che يقول...

عمتى ستيته
ربنا يخليكى دايما عشان انتى رافعه معنوياتى على طول
بالنسبه لتاثير الكلام و التصرفات فى نفسيه البطل انا باحاول اراعى النقطه دى .. انما زى ما انتى شفتى البطل كان مجرد متابع للحوار الثنائى بين الشيخ عبد الهادى و وليد
اتمنى انى افضل شادك كده على طول و انا شبه متاكد ان الاحداث بتاعت الفصل الرابع هتعجبك ... الفصل الرابع قيد التنقيح حاليا
متشكر اوى على تعليقاتك القيمه

ستيتة يقول...

متشكر ايه انا دار النشر اصلا اللي ها تنشر الرواية
واللي مخلاش الارانب تحمل ولا الجلاليب تتباع قادر كريم يخلي القصة توزع ولا شيكاغو بتاعة علاء الأسواني (انا مبحبهاش بس اهو جت كده

Che يقول...

عمتى ستيته
ربنا يخليكى و اثلجتى صدرى ( حته بالمحوى اهو ) .. سؤال اخير .. هنمضى العقد امتى ؟؟

hasona يقول...

بالتوفيق
والي القمة دائما
لست متخصصا
ولكن أراك تطرح أفكار وتصرخ بها
حتي تتمكن من المشاعر


تحياتي لك

Che يقول...

hasona
ربنا يكرمك و يفرحك زى مافرحتنى يا رب
و بعدين من قالك انى انا كمان متخصص .. انا بس باحاول اعبر شويه .. و اكيد هاجى فى وقت و التعبير هيخونى .. بس انا مقتنع بحاجه ( على السعى دائما و ليس لزاما على ادراك النجاح ) .. و للمجتهد المصيب اجران و للمجتهد اجر واحد
متشكر على تعليقك و مستنى باقى تعليقاتك القيمه

sandy يقول...

غريبه يا عمرو المره دى من غير زعل ماحستكش زى قبل كده بالعربى ماعجبنيش الفصل ده اوى زى الاثنين اللى قبله ممكن تكون زى ما قلت لعمتك ستيته ان البطل ما تكلمش ما عينا مستنيا الفصل الرابعيا جامددددد

Che يقول...

Sandy
جايز عشان البطل ماتكلمش و كان مستمع بس
و اكيد هاكون مستنى رايك فى الفصل الرابع

سوبيا يقول...

الرواية جمييييييييييييييييلة

اتمنى اقرأ فيها فصول جديده قريب
نفسي اعرف كان رايح فين مع سمير


بجد رائعة
واسلوبك جذاب جدا



اسمحلي بتكرار الزيارة

Che يقول...

سوبيا
ربنا يخليكى على مجاملتك الرقيقه
و عشان تعرفى هو كان رايح فين استنى الفصل الجديد اللى مش هايتأخر
و ارجو تكرار الزيارة

Unknown يقول...

وفصل ثالث يزيدك ترقبا
ولا يريحك بالنهاية!!

Che يقول...

norahaty
ترقبى المزيد من الاحداث فى الفصل الرابع و الخامس اللى هينزلوا قريب

ستيتة يقول...

لألألألأ انت زودتها فين الفصل الرابع؟
اول ما عرفت ان دار النشر ع الباب اعتزلت؟
شهل يابابا انا كل يوم افتح اشوف سمير ظبط نفسه لوحده ولا لحقته بعد ما خلصت عبد الهادي
تحياتي

Che يقول...

عمتى ستيته
انا اكمنى هانزل 3 فصول سوا فعمال اظبط فيهم
الفصل البرابع ده انا كتبته اكتر من 5 مرات لغايه دلوقتى و لسه مش عاجبنى
بس بجد انا خلاص هاشد حيلى

E73 يقول...

ايه الجو الغريب المرعب الغير مريح ده؟!
وايه قوات الـ ss دي كمان؟!

متابعة ان شاء الله

Che يقول...

E73
مش جو مرعب ولا حاجه والله .. بس هى القصه اللى كده
و قوات ال ss دى قوات العاصفه و دى كانت الحرس الخاص لهتلر ايام الحرب العالميه التانيه
مستنى باقى التعليقات و منورانى دايما